بعد إستعادة المسلمين لبيت المقدس خرج صبي فرنسي في الثانية عشرة من عمره اسمه ستيفين من مدينة كلوي Cloyes الصغيرة عام 1212م وزعم أن المسيح أتى إليه في المنام، وأمره بأن يدعو إلى قيام حملة صليبية إلى بلاد
الشام, ومعه خطاب قال إن المسيح شخصيا أعطاه إياه
وقد زعم ستيفين أن العناية الإلهية اختارته لقيادة حملة من الأطفال حتى يستردون مدينة القدس بعد أن فشل الملوك والأمراء والبابا وغيرهم من الكبار في استعادتها بسبب ذنوبهم.
واجتذب ستيفين عشرات الآلاف من الأطفال من باريس ومن غيرها من أقاليم فرنسا، وأخبرهم أن البحر سينشق لكي يعبر هو ورفاقه إلى القدس ويحررها من المسلمين
سار موكب حملة الأطفال الصليبية، وهلك الكثيرون منهم في الطريق بسبب الجوع والمرض، ولما وصلوا إلى البحر لم يجدوه قد انشق. ركبوا السفن التي أخذتهم ليباعوا في أسواق النخاسة ببغداد
أحس أطفال ألمانيا بالغيرة حين وصلت أنباء حملة ستيفين، فخرجت من ألمانيا بعد أسابيع قليلة من رحيل ستيفين حملة أطفال أخرى بقيادة صبي ألماني إسمه نيقولاس
وتصور نيقولاس أن بإمكانه تحرير بيت المقدس، وجمع حوله الآلاف من الصبية، وانطلق الموكب العجيب من مدينة كولون وسلكوا طريقًا إلى إيطاليًا من خلال جبال الألب، وهناك انقسموا قسمين: أحدهما ركب السفن من ميناء بيزا، والقسم الآخر وصل إلى ميناء برنديزي.
وعلى أرض إيطاليا تخلفت أعداد كبيرة
من أولئك الأطفال؛ بسبب الجوع والبرد أو الخوف من ركوب البحر. أما الذين سافروا بالفعل فقد أخذتهم السفن إلى شمال إفريقيا ليباعوا أيضا في أسواق النخاسة في عدد من المدن الإسلامية
الصبي الفرنسي و العناية الإلاهية التي زعمها لفتح القدس
4
/
5
Oleh
Unknown