قبل وفاته؛ قسم السفاح المغولي جنكيز خان مملكته الواسعة بين أولاده الأربعة، فكان نصيب ابنه الأكبر “جوجي” بلاد روسيا وبلغاريا والقوقاز, وورث بركة خان عرش أبيه عام 652 هجريا, أي قبل سقوط بغداد بأربع سنوات.
وكان بركة خان )1256- 1267 م( أول من أسلم من أمراء المغول: وكان رئيسًا للقبيلة الذهبية في روسيا بين سنتي 1256 و1267 م
)وكان سبب إسلامه هو أن الشيخ نجم الدين مختار الزاهدي وضع لبركة خان في سنة 1260هـ رسالة تؤيد بالبراهين رسالة النبي الدينية، وتدحض ما ذكره المنكرون لهذه الرسالة، وتمدُّنا بوصف للمناظرات التي قامت بين المسيحيين والمسلمين(.
وقد قيل في سبب إسلامه إنه تلاقى يومًا مع عير للتجار آتية من بخاري، ولما خلا بتاجرين منهم سألهما عن عقائد الإسلام، فشرحاها شرحًا مقنعًا انتهى به إلى اعتناق هذا الدين والإخلاص له وقد كاشف أصغر إخوته أول الأمر عن تغييره لدينه، واعتناقه الإسلام، وحبب إليه أن يحذو حذوه، ثم أعلن بعد ذلك اعتناقه لهذا الدين…".
كان إسلامه صدمة كبيرة بالنسبة لباقي أفراد البيت المغولي الحاكم, وأيضا لمؤرخي الغرب فيما بعد, فهي المرة الأولي في التاريخ التي يدخل فيها المنتصرين دين المغلوبين.
وحينما أسلم بركة خان أقام منار الدين, وأظهر شرائع الإسلام, وأكرم الفقهاء, والعلماء وأدناهم ووصلهم واتخذ المساجد والمدارس بنواحي مملكته وأخذ الإسلام جل عشيرته .
حاول بركة خان وقف الزحف المغولي على بغداد, فدخل في حروب مع هولاكو الذي نقم عليه إسلامه وطمع في الاستيلاء على أراضي مملكته, فسار بركة للقائه, ولقي هولاكو هزيمة هلك فيها أغلب جيشه. ومن هذه السنة – 653 هجريا – نشأت الحرب بين الطائفتين مغول القبيلة الذهبية بقيادة بركة خان ومغول فارس بقيادة هولاكو وأبنائه من بعده
وبعد سقوط بغداد, استغل بركة خان وفاة خان المغول الأكبر, وأشعل نار حرب أهلية بين أفراد البيت المغولي في نزاعهم على منصب الخان, وقد تسبب هذا الصراع في عودة هولاكو من الشام مسرعا, مصطحبا معه أغلب جيشه الجرار. تاركا بعضه مع قائده “كتبغا” الذي لاقي الهزيمة على أيدي المسلمين في معركة عين جالوت الخالدة 658 هجريا, والتي أنقذت العالم من الزحف المغولي المدمر.
واستمر بركة خان في حروبه مع هولاكو وأبنائه, وعمل في نفس الوقت على مد العلاقات الدبلوماسية السلمية مع المماليك في مصر, وزوج ابنته من السلطان الظاهر بيبرس, وأنجبت غلاما أطلق عليه أبيه اسم جده بركة خان.
وتطورت العلاقات بين الجانبين, فأمر بيبرس بالدعاء للخان التترى على منابر القاهرة والقدس والحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة.
استمر بركة خان في خدمة الإسلام حتى وفاته )رحمه الله( في عام 665 هجريا, بعدما أطمئن على استقرار الإسلام بدولته. وامتد سلطان قبيلته “القبيلة الذهبية” من تركستان وحتى روسيا وسيبريا , وقد حكموا موسكو نفسها , ولم يكن ينصب أميرها إلا بعد موافقتهم , ويؤدي الجزية لسلاطين المغول المسلمين.
بركة خان
4
/
5
Oleh
Unknown